السيسي يعلن عن تقديم مصر 500 مليون دولار لإعمار غزة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه لا سبيل لإنهاء الدائرة المفرغة من العنف المزمن واشتعال الموقف بالأراضي الفلسطينية إلا بإيجاد حل جذري عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية يعيش ويتمتع بداخلها الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه المشروعة كسائر شعوب العالم، مشددا على خطورة تداعيات محاولات تغيير الوضع الديموغرافي لمدينة القدس، وهي المحاولات التي تستوجب الوقف الفوري.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس السيسي امس، في العاصمة الفرنسية باريس في قمة ثلاثية بقصر الإليزيه حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وذلك مع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والذي شارك عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وأكد الرئيس السيسي استمرار مصر ببذل قصارى جهدها من أجل وقف التصعيد المتبادل حاليا، وذلك من خلال تكثيف الاتصالات مع كل الأطراف الدولية المعنية، ومع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مع دعم مصر للجهود الدولية الرامية لإنهاء حالة التوتر الحالية واستعادة الاستقرار والحد من نزيف الدماء والخسائر البشرية والمادية.
ودعا الرئيس السيسي إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي – بكامله – لحث إسرائيل على التوقف عن التصعيد الحالي مع الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لإتاحة الفرصة أمام استعادة الهدوء، ولبدء الجهود الدولية في تقديم أوجه الدعم المختلفة والمساعدات للفلسطينيين.
وفي هذا الإطار، أعلن الرئيس السيسي عن تقديم مصر من جانبها – مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن الرئيس السيسي أكد أهمية هذه القمة وتوقيتها، والتي تهدف إلى بلورة تحرك دولي مشترك من قبل الدول الثلاث لوقف العنف ولاحتواء التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية، الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني والمعيشي داخل قطاع غزة، بالإضافة إلى تداعياته السلبية على السلم والأمن الإقليميين، مثمنا مبادرة الرئيس ماكرون لعقد هذه القمة اتساقا مع التشاور والتنسيق المنتظم ما بين مصر والأردن وفرنسا تجاه قضايا المنطقة خاصة الوضع في الأراضي الفلسطينية.
وجرى التوافق بين الزعماء الثلاثة على تركيز جهودهم ومساعيهم السياسية المشتركة بإجراء الاتصالات والمشاورات مع الشركاء الدوليين من أجل التوصل الى وقف العنف والتصعيد العسكري في الأراضي الفلسطينية.
في غضون ذلك، أشاد فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة.
وأكد شيخ الأزهر – في بيان امس، أن هذه المبادرة ترجمة فعلية للعقيدة المصرية الراسخة من أن القضية الفلسطينية هي قضية المصريين والعرب الأولى، وتأكيدا لدعم مصر للقضية الفلسطينية العادلة والمشروعة، وللحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ودعا، المجتمع الدولي للمشاركة في دعم هذه المبادرة الإنسانية، والتضامن من أجل توفير الحاجات الأساسية للعائلات الفلسطينية التي تضررت جراء هذا العدوان الصهيوني الغاشم، مؤكدا أن التضامن مع الشعب الفلسطيني في هذا الظروف العصيبة هو واجب شرعي وإنساني، سائلا المولى – عز وجل – أن يرزق فلسطين الأمن والأمان، وأن ينعم على هذا البلد الشقيق وهذا الشعب المظلوم بالسكينة والاستقرار.