وصية كاظمية تصنع الإنسان – بقلم : الشيخ احمد حسين احمد محمد
الوصايا كثيرة جدا في تراث الإنسانية ولقد احتوتها كتب ومصنفات كثيرة، وقد اعتنى البعض بجمعها وتدوينها لكن لو سألت نفسك كيف تعامل الإنسان مع هذه الوصايا لوجدت العجب العجاب، ولو سألت نفسك عن التزامك بوصية ما من الوصايا التي تعطى لك سواء من حي حبيب أو ميت مقدس لديك، فإنك ستجيب نفسك بخيبة أمل.
لذلك يجب أن نتيقظ وننهض لتغيير الاعوجاج الذي نعيشه، ولكي نصحح مساراتنا التي باتت تائهة شاحبة في هذا الوقت المريع الذي يختبر إيماني وإيمانك وإيمان كل العالم بقيم الخير والصبر وضرورة العطاء الروحي الصادق.
دعني أيها القارئ العزيز أنتخب لك بعض الوصايا من سادات الحكمة آل البيت النبوي الكرام عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام.
يقول الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام لتلميذه هشام بن الحكم: «يا هشام، المتكلمون ثلاثة: فرابح وسالم وشاجب فأما الرابح فهو الذاكر لله وأما السالم فالساكت وأما الشاجب فالذي يخوض في الباطل، إن الله حرم الجنة على كل فاحش بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه».
و كان أبو ذر رضي الله عنه يقول: «يا مبتغي العلم إن هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر فاختم على فيك كما تختم على ذهبك وورقك».
يا هشام إن العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به، وأكثر الصواب في خلاف الهوى ومن طال أمله ساء عمله، يا هشام لو رأيت مسير الأجل لألهاك عن الأمل، يا هشام احذر الدنيا واحذر أهلها فإن الناس فيها على أربعة أصناف: «رجل مترد معانق لهواه، ومتعلم مقرئ كلما ازداد علما ازداد كبرا يستعلي بعلمه على من هو دونه، وعابد جاهل يستصغر من هو دونه في عبادته يحب أن يعظم ويوقر، وذو بصيرة عالم عارف بطريق الحق يحب القيام به فهو عاجز أو مغلوب ولا يقدر على القيام بما يعرفه فهو محزون مغموم بذلك فهو أمثل أهل زمانه وأوجههم عقلا».
إنه تقييم لواقع الإنسان في هذا العصر المتراجع إنسانيا وروحيا فلقد ضاعت المسارات بسبب عدم صدق الإنسان وخيانته لنفسه اللوامة والملهمة، لكن ولا ريب في ذلك لابد من العودة إلى مسار الحكمة وبناء الإيمان ولقد بات النهوض أسرع اليوم من ذي قبل، ولنا في أحداث القدس عبرة لمن يعتبر.