بقلم : عبدالمحسن محمد الحسيني
الاعتداء على القدس الشريف من قبل الصهاينة مسؤولية المجتمع الدولي بأكمله، لذا أرى أنه من الضروري علينا كعرب ومسلمين التركيز والاهتمام بالدفاع عن القدس وعدم التشتيت وإثارة قضايا أخرى لا تستحق الأهمية بل لابد أن تكون الأهمية لقضية الدفاع عن القدس.. وفي الكويت أرجو أن تخصص الجلسة المقبلة لمجلس الأمة على حوار إيجابي حول دفاعنا عن القدس الشريف، وتأجيل كل الاستجوابات التي لا صلة لها بهذه القضية، الكل يرفع صوته ويرفع شعارات الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.. فهناك نداءات استغاثة من أهالي القدس الشريف ولابد أن نستجيب لنداء أهالي القدس.
ومما يؤسف له محاولة بعض المنظمات الفلسطينية إثارة معارك وحرب في غزة.. وصلت الأمور إلى درجة تحول أنظار العالم من العناية بقضية مدينة القدس إلى تشتيت الاهتمام إلى خلافات تلك المنظمات.
أهالي القدس بحاجة إلى كل أنواع المساعدات فلابد أن نوحد دعمنا للقدس وتوفير كل ما يحتاجون إليه أهل القدس.
رغم المصائب التي تمر بها أرض فلسطين مازال الخلاف مستمرا بين حكومة رام الله وحكومة غزة.. ويبدو أن الإخوة في منظمة التحرير وحماس مازالوا في صراع حول السلطة، الكل يريد أن يكون زعيما والقضية الفلسطينية ضائعة بين خلاف الإخوة في رام الله وغزة، وهم دائما في لقاءات واجتماعات لإزالة الخلاف بين الفريقين، وبعد اجتماع الوفاق تعود الخلافات بين محمود عباس وإسماعيل هنية، كذلك مازالت كل جبهة تضطهد المنتمين للأخرى.. إن الجبهتين هما نتاج الخلافات القديمة بين الجبهتين، وكما نلاحظ من خلال متابعتنا للخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني، وهذه الخلافات تتكرر ومستمرة.
لابد أن تستقر الأمور الفلسطينية من خلال انتخاب قيادات شابة وأكثر دراية ومسؤولية.. إن الأمور تتغير من حين إلى آخر، وأن المفاوضات تتطور بين الفريقين.. الشعب الفلسطيني غني بعناصر قيادية شابة وناضجة وعلى درجة عالية من الإخلاص والوفاء للشعب الفلسطيني، فلابد من إتاحة الفرصة لهذه العناصر الجديدة لأن تتولى المسؤولية، خاصة إذا كانت القيادات القديمة لم تعد قادرة على إجراء مفاوضات من أجل السلام والبناء.
إن الفلسطينيين اليوم أكثر حاجة وإلحاحا لاختيار قيادة شابة جديدة لتتولى مسؤولية القيادة وإلغاء الأساليب القديمة التي اعتمدت على رفع شعارات وهتافات ومسيرات واحتجاجات، لقد آن الأوان لأن نحاكي المجتمع الدولي بالأسلوب السلمي الذي يكره الحرب والدمار، إن شعوب العالم تتجاوب مع مفاوضات السلام وترفض النزاعات والحروب.. والمنطقة تتطلع إلى أن يسود السلام كل العالم حتى تتمكن الشعوب من تحقيق البناء والازدهار.
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: ( يَٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
