دالي الخمسان يكتب صناعة الرموز
” صناعة الرموز ”
ان الغرور آفة مدمرة ومن الصفات التي تهلك صاحبها ونحن كمجتمع نصنع غرور البعض لاننا نعطي قيمة من ليس له إي قيمة ونحن من نصنع الأفراد الطغاة ونعظمهم ونعطي عقولنا اجازة مفتوحة عن ما يقومون به ونمجد هؤلاء حتي يصابوا بالغرور والديكتاتورية الفكرية فيكون رايهم هو الرآي الاوحد وتصرفاتهم مصانه بفضل سذاجة البعض وغباء الاخرين .
لقد ترسخت فينا صناعه ” الرموز ” فصنعنا شخصيات ساذجة واوهمنا انفسنا بأن عملية إصلاح الخلل ومحاربة الظلم والفساد تتم علي ايديهم وهم ابعد ما يكونوا عن ذلك بسبب خداعهم وتمثيلهم علي الامة، فربط الاصلاح بالافراد فقط والمبالغة الشعبية في التبعية والطاعه والانصياع هي مشروع ناجح لصناعه شخصيات من ورق .
ومن ابلغ الامثلة علي ذلك ما قام به امير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب بعزل القائد خالد بن الوليد سيف الله المسلول عن قيادة الجيش اثناء معركة اليرموك لم يكن الا لبيان ان الاصلاح لا يرتبط بفرد بعينه بل بعمل جماعي حيث بيّن رضي الله عنه السبب بقوله : ما عزلته عن خيانة لكن خشيت ان يقال بانه صانع النصر وخشية ان يفتن الناس به فالنصر من الله العلي القدير وليس من خالد بن الوليد .
من اسباب فشلنا في اصلاح امورنا بأننا اعتمدنا علي المخلوق ولم نتوكل علي الخالق وصدق محمود سامي البارودي عندما قال :
لا تحسب الناس في الدنيا علي ثقة من امرهم بل علي ظن وتخييل
حب الحياة وبغض الموت اورثهم
جبن الطباع وتصديق الأباطيل .
يجب عدم تعظيم الافراد وزرع الثقة المبالغه بهم فالعمل الجماعي المنظم ومخافة الله وحب الاوطان هي اسباب النجاح والتطور والازدهار وقديما قالوا
” الصوت الهادئ اقوي من الصراخ وان التهذيب يهزم الوقاحة وان التواضع يحّطم الغرور “.
دالي محمد الخمسان