يقود الطائرة نائماً لمدة 40 دقيقة.. وينجو من الموت
نجا طيار أسترالي من الموت بأعجوبة، بعدما غلبه النعاس، لمدة 40 دقيقة، وهو على ارتفاع 11000 قدم في رحلة جوية خطرة، تطلبت أكسجيناً إضافياً للتحليق، فشلت خلالها أبراج المراقبة، والطائرات القريبة في إيقاظه، في حادثة غريبة كشفت السلطات عن تفاصيلها الأربعاء.
وبحسب تقارير هيئة النقل الأسترالية، وقعت الحادثة في يوليو/ تموز الماضي، خلال رحلة داخلية للطيار فوق ولاية كوينزلا شمالي أستراليا، كان يفترض خلالها أن يحلق بطائرته من طراز «سيسنا» من مدينة كيرنز إلى مدينة ريدكليف، وفق ما نشرت وسائل إعلام أجنبية.
وكانت الرحلة من نوع «إعادة التموضع»، ما يعني عدم وجود ركاب على متن الطائرة، وواجه الطيار ظروفاً جليدية غير مسبوقة، وضعف الرؤية بسبب السحابة، واضطر إلى الصعود من 10000 قدم إلى 11000 قدم – وهو ارتفاع يتطلب أكسجيناً إضافياً في طائرة غير مضغوطة.
ومما زاد من خطورة الوضع أن الطيار كان يعاني من قلة النوم في الأيام السابقة، فاستسلم للنعاس في قمرة القيادة لمدة أربعين دقيقة كاملة، تجاوزت خلالها الطائرة المطار الذي كان يفترض أن تهبط فيه.
وبمجرد تجاوزه مطار ريدكليف، حاول المسؤولون في برج المراقبة التواصل مع الطيار النائم لتنبيهه بالهبوط، لكن لم يكن هناك رد طوال 40 دقيقة. وخلال تلك الفترة تجاوز الطيار النائم المطار المطلوب بـ111 كم، وحلّق فوق المحيط.
واضطر المسؤولون في برج المراقبة إلى إعلان الطوارئ لتفادي كارثة وشيكة، وأرسلوا طائرات مساعدة اقتربت من الطائرة المستهدفة، ولوح الطيارون بجناحيها، وأسقطوا عجلاتها في محاولة لإيقاظ الرجل.
وبعد محاولات مضنية، استيقظ الطيار من نومه، ولم يدرك المسافة التي قطعها، وحاول العودة إلى المطار مرة أخرى، لكنهم طلبوا منه الهبوط في مطار جولد كوست. ونجحت الطائرة في الهبوط بسلام، بعد أكثر من خمس ساعات من إقلاعها.
وبحسب التحقيقات بدا الطيار مرتبكاً بعد الاستيقاظ، ولم يدرك المسافة التي قطعتها الطائرة، ولم يكن لديه ذاكرة عن الهبوط.
ورجحت هيئة النقل في تقريرها النهائي بشأن الحادثة، أن الطيار كان على الأرجح متعباً بسبب عدم النوم كفاية في الليلة السابقة.
كما أشارت إلى أن التحليق على ارتفاع 11000 قدم مع «شم متقطع من الأكسجين الإضافي تسبب في إصابته بنقص الأكسجة الخفيف. وأضافت: «من المحتمل أن يؤدي هذا إلى تفاقم التعب الحالي للطيار وساهم في نوم الطيار».
وقال الطيار، إنه شغّل المدفأة لمدة 20 دقيقة، واعتقد أن الدفء في قمرة القيادة ساهم في نومه. كما يحتمل أيضاً أنه أصيب بالجفاف، بعد أن شرب كمية قليلة من الماء.
وقالت هيئة النقل الأسترالية: «تؤكد الحادثة أهمية مراقبة الطيارين لصحتهم ورفاهيتهم؛ لضمان حصولهم على راحة جيدة وتغذية كافية، لا سيما عند إجراء عمليات تجريبية واحدة».