لعناية الفريق خالد المكراد مع التحية والاحترام – بقلم : غنيم الزعبي
أولا ما هي مادة الكوبوند؟ الكابوند أو الكلادينغ عبارة عن ألمنيوم وراءه عازل بعده فراغ ثم أساس المبنى.
والفراغ هواء والعازل إذا اشتعل انتقل الحريق بسهولة ويستخدم في تكسية الغلاف الخارجي للمجمعات والأبراج الشاهقة لما له من منظر جمالي ويسهل تشكيله.
وفي حديث مع أخ فاضل ورجل أعمال عن نوعية التكسية الخارجية للمجمع الذي احترق في حولي، أجاب أنها مادة «الكوبوند».
سبب سؤالي للأخ الفاضل هو منظر الحريق المرعب الذي تركز فقط في التكسية الخارجية، ألسنة اللهب ذات الصوت المخيف وكأنه تنين ينفث النار من فمه لمسافات بعيدة، كان منظرا لافتا للنظر ومثيرا للاستغراب عن سبب سرعة انتشار النار بهذه السرعة في القشرة الخارجية لذلك المجمع.
سألته أيضا هل تم ترخيص تلك المادة من الإدارة العامة للإطفاء، أجاب بنعم، وأضاف على ذلك أن الكثير من المجمعات التجارية بل والمؤسسات الحكومية الجاري حاليا إنشاؤها وبناؤها تم الترخيص لها باستخدام تلك المادة في تكسيتها الخارجية.
هذه الإجابة زادت ذهولي ودفعتني لسؤال أحد الإخوان المختصين بالإطفاء وإجراءات الأمن والسلامة، فأكد على خطورة تلك المادة وكيف أنها تسبب بوفاة 78 شخصا في حريق لندن المشهور المعروف باسم «حريق غرينفيل» في 14 يونيو 2017، حيث انتشر الحريق بسرعة هائلة ولم يعط رجال الإطفاء فرصة لإنقاذ السكان الذين حوصروا بلهيب النار من التكسية الخارجية والتي دخل عليهم دخانها وقتل منهم 78 شخصا وهم محاصرون في شققهم، وقالت رئيسة فرقة إطفاء لندن داني كوتون «طوال 29 عاما من عملي في إطفاء الحرائق لم أشهد أي شيء على هذا النطاق».
وفي البحث الذي قمت به تبين لي أنه من بعد 2007 اصبح من صلاحيات الإطفاء وضع اشتراطات بخصوص التكسية الخارجية وأهمية مقاومتها للحريق وما قبل ذلك للأسف قابل للاشتعال.
والمزيد من البحث في تاريخ المجمع المذكور تبين أنه تم افتتاحه 2015 وإذا قلنا على أبعد مدى أنه تم البدء ببنائه قبلها بـ 3 سنوات يعني 2012 فهذا يعني أن اشتراطات الإطفاء كان يجب أن تطبق على نوعية التكسية الخارجية وأنها يجب أن تكون مقاومة للحرائق.
لكن الفيديو الذي شاهدناه للمجمع المحترق وكأنه مشهد من فيلم رعب يظهر لنا بالعكس أن التكسية الخارجية اشتعلت بسرعة وبقوة جبارة، ولولا رحمة الله ثم جهود رجال الإطفاء الأبطال وإدارة المجمع لكانت الخسائر أكثر وطالت رواد المجمع وزبائنه، لكن كلمة حق تقال فإن إدارة المجمع قامت بواجبها بإخلاء المجمع بطريقة آمنة وسليمة.. فشكرا لهم.
٭ نقطة أخيرة: سؤالي أوجهه لعناية رئيس قوة الإطفاء العام الفريق خالد راكان المكراد: هل أعطي هذا المجمع ترخيصا لاستخدام مادة الكوبوند في تكسيته الخارجية؟ وهل مازالت الإطفاء تعطي تراخيص لاستخدام هذه المادة في التكسية الخارجية للمجمعات والعمارات الجاري إنشاؤها حاليا؟ وما نتائج التحقيق في حريق مجمع حولي؟