خط التماس – بقلم : مطلق القراوي
يعتقد البعض أن له قوة يسيطر بها على الغير، سواء كانت منصبا أو مالا أو حسن إقناع، متجاوزا في ذلك خط التماس بينه وبين الغير، فتارة يفرض رأيه، وأخرى يتدخل فيما لا يعنيه ويخوض في خصوصية من يواجهه، حتى يصر على التغيير وفقا لوجهة نظره ومزاجه.
إن خط التماس في علاقة البشر بعضهم مع بعض يقوم على الاحترام وتقدير الآخر والاستماع الى وجهة نظره وإنسانيته، فذلك يسهم في تقبل الآخر للنقاش والحوار البناء الذي يوصل الى الحقيقة.
الكثير من الناس في مجتمعاتنا العربية والإسلامية يتعامل مع الغير رافعا راية النصر ولو كان الغير أخاه أو صديقه أو مواطنه، فقبل أن يدخل حلبة الحوار أعد العدة وجهز العتاد والأدلة وشمر عن ساعديه لتحقيق هدفه والانتصار لذاته، وهذا ما يجعل المجتمع مترهلا كالعجوز تقصفه الرياح وتهزه الزلازل وتدمره الفرقة والقطيعة.
إن في ديننا وقيمنا وعاداتنا أصولا سامية وثوابت راسخة في كيفية التعامل مع الآخر، فالمتدبر لكتاب الله والمتفحص لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وكل من تربى على عاداتنا وقيمنا يعلم علم اليقين أن ما جاء بهذه الأصول هو الحق وأن ما دونه هو الباطل، فلن تصلح هذه الأمة إلا بالتمسك بذلك.
يقول المولى عز وجل(وكذلك جعلناكم أمة وسطا)، أي لكم من الخصوصية ما تشهدوا على غيركم من الأمم بما أنعم الله به عليكم من حسن خلق وجمال الأسلوب ومحبة الخلق، استخدموها في تأليف القلوب وتقريب الأرواح وجمّلوا بها صورة الإسلام، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.