فرنسا تكافح متحورات الفيروس وسط استعدادات لاستقبال السائحين
تسابق السلطات الصحية الفرنسية الزمن لاحتواء حالات إصابة متفرقة بالسلالة «دلتا» الأسرع تفشياً لفيروس كورونا، حيث تستعد فرنسا لإعادة فتح حدودها واستقبال السائحين الذين تلقوا اللقاحات وللاحتفال بتراجع معدلات الإصابة بكوفيد-19 وكذلك معدلات دخول المستشفيات جراء الفيروس.
وقال وزير الصحة اوليفييه فيران اليوم إن فرنسا لديها بؤر إصابة متعددة بتلك السلالة التي تم رصدها للمرة الأولى في الهند ويعتقد أنها هي السبب وراء تزايد معدلات الإصابة في بريطانيا المجاورة، وبشكل ملحوظ في إقليم لاند جنوب غربي فرنسا.
أضاف فيران خلال حديث مع محطة «بي إف إم» التلفزيونية الفرنسية أن السلالة لم تنتشر بشكل واسع في المجتمع وأن محققي الصحة يعملون على رصد وتتبع الحالات المصابة.
وشدد فيران على أن «وضع (تفشي) الجائحة مستمر في التحسن في أنحاء البلاد» بشكل عام، لكنه أضاف أن الحكومة ليست مستعدة لرفع اشتراط وضع الكمامات قريباً.
ومع تزايد أعداد من يتجمعون في مقاهي الأرصفة والمتنزهات وأرصفة المطلة على الأنهار في باريس، حذّر فيران من أن تخلي المواطنين عن حذرهم سابق لأوانه، حتى يتم تطعيم المزيد منهم بشكل كامل.
أظهر أحدث تقرير وبائي أسبوعي صادر عن وكالة الصحة العامة الفرنسية انخفاضاً مستداماً في أعداد الإصابات بالفيروس، وكذلك معدلات دخول المستشفيات وأعداد الوفيات حتى بعد أن بدأت فرنسا إعادة فتح المدارس والمتاجر والمطاعم الشهر الماضي.
وتلقى أكثر من نصف السكان البالغين جرعة لقاح واحدة على الأقل، وتم تطعيم نسبة 23% منهم بشكل كامل.
بعد انحسار الفيروس تعيد فرنسا -إحدى دول العالم الأكثر استقبالاً للزائرين- فتح حدودها أمام الوافدين الذين تلقوا اللقاح، من الولايات المتحدة ومعظم أنحاء العالم اعتباراً من يوم الأربعاء.
أصبحت السلالة «دلتا» هي السائدة الآن في بريطانيا، وقد دفع انتشارها فرنسا وبعض الدول الأخرى إلى فرض قيود جديدة على الزائرين من المملكة المتحدة.
وقالت وكالة الصحة العامة في بريطانيا، إن شواهد مبكرة تشير إلى احتمال تزايد أعداد الحالات التي تحتاج إلى دخول المستشفيات بين المصابين بالسلالة دلتا.
وسجلت وكالة الصحة الفرنسية حالات إصابة بالسلالة “دلتا” في مناطق فرنسية متعددة، معظمها مرتبط بالأشخاص الوافدين من الهند.
وقالت الوكالة إنه بينما تظل أعداد الحالات منخفضة، فإن «تكاثر البؤر… يزيد مخاطر الانتقال المحلي لهذه السلالة».
فرنسا سجلت عدد حالات إصابة بالفيروس أكثر من أي بلد في أوروبا، كما أنها من بين الأعلى من حيث حصيلة الوفيات المرتبطة بالفيروس في العالم، حيث فقدت أكثر من مئة وتسعة آلاف شخص.