كشفت دراسة كندية أن كل حمام سباحة أولمبي يحتوي على ما يقارب 75 ليترا من البول البشري، والكثير من السباحين العالميين اعترفوا بالتبول خلال تمارين السباحة، منهم السباح العالمي مايكل فليبس الحاصل على 22 ميدالية أولمبية الذي اعترف بذلك خلال لقاء مع صحيفة التليغراف قائلا: «نحن السباحين نقوم بذلك دائما. وعندما نقضي ساعتين في التدرب في المسبح، فإننا لا نخرج منه للذهاب إلى الحمام».
هذه الأفعال وغيرها تندرج تحت مصطلح «تراجيديا المشاع»، وهو أن يقوم الأفراد باستخدام شيء عام مشاع بينهم بطريقة سيئة، وهذه الأفعال مشاهدة في كل مكان بالعالم، بعضها يكون على مستوى الكرة الأرضية كطبقة الأوزون التي استنزفها البشر من خلال الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون التي تبث يوميا في الغلاف الجوي، أو على مستوى الدولة مثل المرافق العامة كالمتنزهات والحدائق العامة التي تتعرض لسوء الاستخدام، وقد تكون على مستوى أصغر مثل دور العبادة في الأحياء، أو حتى على مستوى العائلة عندما يتشاركون البيتزا، فتجد أحدهم يلتهم نصفها وباقي العائلة تُجبر بالاكتفاء بالنصف الباقي.
الكويت مثال ممتاز لتراجيديا المشاع، فلا مكان على الشاطئ دون أوساخ، وحتى الصحراء كل مكان تجد بقايا المتنزهين فيه، أما الأماكن العامة فحدّث ولا حرج، فلا تستطيع أن تجد دورة مياه نظيفة على امتداد الواجهة البحرية، وما يشجع على هذا هو شبه انعدام الصيانة والتنظيف، فمن الطبيعة البشرية أن الإنسان عندما يجد المكان قذرا لا يحافظ على نظافته، وقد يزيد قذارته قذارة، من باب أن أوساخ بسيطة لن تؤثر بمكان متسخ أصلا.
وحتى تقضي الشعوب المتقدمة على هذه المشكلة، تقوم السلطات بتنمية ما يسمى بالفلسفة «مصلحة ذاتية مستنيرة» والمقصود بها أنه عندما يقوم الفرد بالتصرف من أجل مصلحة الآخرين تعود بالنهاية لمصلحته الشخصية، فالمحافظة على نظافة المرفق العام مثلا تؤدي في النهاية إلى إمكانية استخدامه بشكل أكثر ديمومة للجميع، وتتم التوعية عن طريق وسائل الإعلام الحديثة والتقليدية، وكذلك تقوم السلطات بالمحافظة على أن تكون هوية المكان نظيفة ودائمة الصيانة، فلا تدعو مستخدميها بشكل غير مقصود لإتلاف المكان وتوسيخه.
