أمهات: 4 حلول للتخلص من تأنيب الضمير تجاه رعاية وتربية الأبناء
أكدت أمهات أن الإحساس بتأنيب الضمير تجاه رعاية الأبناء يبقى ملازماً لهن مهما حاولن الموازنة بين متابعة أولادهن وتربيتهن والعمل والمسؤوليات المنزلية.
وحددت أمهات لـ«الرؤية» 4 حلول تساعد برأيهن على التخلص من هذا الإحساس، مشيرات إلى أنها تتلخص في: دعم الشريك والأسرة، الاستعانة بمربية منزلية، تثقيف الأم لذاتها والتركيز على الكيف وليس الكم في قضاء الوقت مع الأبناء، وترتيب الأولويات بتقديم الأم لذاتها على بقية الأمور كي تتمكن من العطاء.
دافع للعطاء
رغم صعوبة المهام التي تقوم بها الأم لا سيما إن كانت تجمع بين الدراسة والعمل والأمومة، إلا أن بعض الأمهات يؤمنّ بأن الأمومة تعتبر دافعاً لإنجاز المزيد، وقالت إيمان اليحيائي، أم لطفلين، مستشارة قانونية ومدربة دولية معتمدة وباحثة دكتوراه في القانون – جامعة الشارقة: «أرى أن الأمومة ليست عائقاً لإنجاز المرأة ونجاحها، بل على العكس كلما زادت التحديات والصعوبات لتحقيق الحلم والإنجاز، زادت فرحة النجاح بتحقيقه».
وتابعت: على نطاق تجربتي الشخصية أذكر أنني صعدت للمسرح لتسلم شهادة الماجستير وأنا حامل في شهري التاسع، وأنتظر ولادة طفلي في أي لحظة. ثم أكملت دراسة الدكتوراه وأنا أم لطفلين لم تتجاوز أعمارهما السنتين.
وأضافت: «لا شك بأن كوني أماً وزوجة وعاملة وطالبة في الوقت ذاته، زاد من المسؤوليات الواقعة على عاتقي، إلا أن الطموح والإصرار على تحقيق الأهداف والنجاح يحفزني دائماً على الاستمرار والعطاء، كما أن دعم الزوج والأسرة وتنظيم الوقت وترتيب الأولويات يتيح لي المجال لإنجاز كافة الواجبات الأسرية والعائلية بالإضافة إلى متطلبات العمل والدراسة».
تقدير الوقت
ولفتت وفاء محمود، ممرضة وأم لخمسة أبناء، بأن لمسها لنمو وتطور أبنائها بالمدرسة بعد سن العاشرة قد ساهم كثيراً في تخفيف الشعور بتأنيب الضمير لانشغالها بمهنة تكاد تكون مهنة المتاعب بالعمل لورديات تواصل فيها الليل بالنهار.
وأشارت إلى أنها في كل مرة ترى أبناءها بعد العودة من العمل بشوق، تنسيها كل الإرهاق والتعب وتدفعها إلى تقديم المزيد لهم، وتجعلها تقدر الوقت الذي تقضيه مع أبنائها أكثر.
دعم الشريك
ولفتت مريم القصاب آل علي، عضو مجلس أمناء الصندوق الوطني للمسؤولية المجتمعية ومدير مكتب رئيس “هيئة الشارقة للكتاب” وأم لطفلين واحدة بسن الثالثة والآخر رضيع وطالبة ماجستير وصاحبة شركة ناشئة، إلى أن الطفل لا يريد أماً مثالية، بل يريد أماً سعيدة، لذلك على الأم ألّا تتجاهل العناية بذاتها كي تتمكن من العطاء بسعادة بعيداً عن أية مشاعر سلبية وضغوطات تشعر بها.
وقالت: «على الرغم من نمو الطفل تدريجياً إلا أن حالة تأنيب الضمير موجودة لا محالة، كل الأمهات يقعن في هذه الحالة، مهما كانت الأم تقدم الكثير، ولكن على صعيد شخصي مساعدة الزوج والمربية المنزلية هما أكبر دافع لي لمواجهة هذه الحالة، والقدرة على الموازنة».
المساعدة المنزلية
ولفتت إيناس صبيان، أم لطفلتين بأعمار 4 سنوات وسنة، إلى أنه على الأم التمييز بين وقت الانشغال الفعلي بالعمل والوقت الذي تتعمد فيه الابتعاد عن أبنائها، الأمر الذي سيساعدها في ترتيب الأولويات. وقالت: «لا ضرر من وضع نفسي أولاً كي أمنح كل ما لدي عندما أكون معهم، وذلك ليس أنانية مني بلا شك، فلجوئي للمساعدة المنزلية ساهم كثيراً في توفير جهدي وطاقتي كي ألعب وأستمتع مع بناتي بوقت ذي جودة عالية من ناحية الأنشطة كقراءة قصة أو اللعب معاً».
أخطار تأنيب الضمير
وأوضحت مودة الوزير، مدربة تنمية بشرية وبرمجة عصبية، أن حالة تأنيب الضمير هي عبارة عن أفكار ومشاعر يمر بها الجميع، قد يكون مصدرها النفس من الداخل، أو بسبب ضغوطات خارجية كإلحاح الزوج أو الأسرة أو المقارنات مع الأصدقاء وخلافه، لذلك على الأم التي تواجه هذا الإحساس التحدث لنفسها لتحديد السبب، وهل إن كانت مقصرة فعلاً بعدم قضاء وقت كافٍ مع الأبناء أم أنه مجرد وهم.
ولفتت إلى أن أخطار الشعور بتأنيب الضمير قد تؤدي إلى نفاد الطاقة بالمكان الخطأ، والشعور بصداع وآلام جسدية والتقصير بمهام العمل وخلافه، وقد تستمر مع نمو الطفل للدرجة التي قدي يستغلها الأبناء، وتصبح وتراً حساساً يلعبون عليه.
وأشارت إلى أن حلول التخلص من هذا الإحساس أصبحت متاحة كثيراً إما باللجوء لمساعدة الحماة، الأخت أو الحضانة والمربية، فضلاً عن أن ميزة العمل عن بُعد التي أفرزتها الجائحة قد دعمت الأمهات كثيراً، وأخيراً على الأم أن تدرك تماماً أن وجودها مع الأبناء بشكل دائم لا يساهم كثيراً بالتربية، والتي أصبح نطاقها أكثر اتساعاً من قبل، فالمجتمع اليوم له دوره بالتربية.
بساطة الحياة
وعلى صعيد الأمومة لدى الوزير كونها أماً لثلاثة أطفال، قالت: «الأمومة جعلتني أرى الحياة بعيون أطفالي، فأصبحت أمور كثيرة ذات قيمة أكبر، ومشاعر الحب والدفء تمنحني شعوراً بأن الحياة أجمل، وجعلتني أهتم بنفسي أكثر من أجل إسعادهم».