«قرية تونس» المصرية تودِّع ابنتها «السويسرية» إيفلين – بقلم : نرمين الحوطي
إيفلين بوريه كانت من الشخصيات المبدعة والمعطاءة.. أعطت الكثير وغيرت العديد من فكر الفلاحين.. قامت بتطوير قريتها التي مكثت فيها 45 عاما إلى أن فارقت الحياة.. أحدثت ثورة فنية ومعمارية في «الفيوم»… ومن المهم أنها قامت بتغيير الكثير من سلوكيات «قرية تونس»… جعلت من قريتها الصغيرة منارة فنية وسياحية ومحافظة للبيئة ليس فقط في جمهورية مصر العربية بل في العالم بأكمله.. ها هي إيفيلين بوريه عاشقة الفيوم تفارق الحياة بالأمس القريب تاركة وراءها «قرية تونس» تدق أجراسها على الدوم باسمها تخليدا في ناقوس الفن والحياة.
إيفلين بوريه.. الاسم من المحتمل أن يبدو غامضا للبعض.. هي امرأة سويسرية المولد عاشت في موطنها خلال طفولتها ومراهقتها.. ثم قدمت إلى مصر منذ 45 عاما مع والدها وكانت واجهتهما «الفيوم»… ومنذ أن وطأت قدمها على أرض الفيوم قررت ألا تفارقها وبقيت في «قرية تونس» حتى وافتها المنية في الأول من يونيو 2021.
إيفلين السويسرية عاشت في «قرية تونس» مثلما يعيش أهلها ولم تتذمر علي أي صعوبات واجهتها تلك الفتاة السويسرية.. عشقت الطبيعة وأخذت من تراب المحروسة هواية وحرفة! عشر سنوات منذ أن قدمت إلى «قرية تونس» وهي تبدع من فنها ونحتها إلى أن قامت بتنظيم أول معرض لمنتجاتها من الخزف، والذي كان تشكيلة لهوايتها الأثيرة.. ومن هذا المعرض كانت الانطلاقة وسببا في أن يكون لـ «قرية تونس» بالفيوم موقع على خريطة الاهتمام من المسؤولين المصريين.
إيفيلين عاشقة مصر.. أخذت من الطين المعشوق للأطفال في «قرية تونس» انطلاقة لمدرسة إيفلين التي وصفها أهل قرية تونس بأنها «المرأة التي وراء كل شيء».. بعد أن بدأت تعلمهم تشكيل الطين وتكوين الفخار.. وأصبح كل بيت في قرية تونس له مصدر دخل من معرض القرية السنوي الذي اشتهر عالميا وأصبح مزارا سياحيا يقصده الفنانون والمبدعون من كل أنحاء العالم كل عام… بسبب إيفلين تغيرت أحوال قرية تونس وأهلها، فأصبحت القرية تنافس عالميا على مستوى الجذب السياحي والفني أيضا.
٭ مسك الختام: كانت تلك السطور رثاء وتسليطا للضوء على امرأة مبدعة عشقت موطنا ليس موطنها… لكنه ذلك الحب والفن والعطاء.. الذي لا يقوم على وطن ولا جنسية.. تلك هي إيفلين بوريه (رحمها الله) التي أعطت من أجل الرخاء والطفولة والإنسانية والبيئة والفن.