أكد مراقب أدارة الأغذية المستوردة في الهيئة العامة للغذاء والتغذية بالتكليف فيصل الرشيدي، أن الإدارة تعد من أهم الإدارات على مستوى الدولة، نظراً للمسؤوليات المنوطة بها في حفظ أمن وسلامة المنتجات الغذائية الواردة للبلاد، خصوصاً أن 90 في المئة من المواد الغذائية، مستوردة من الخارج.
وبيَن الرشيدي في لقاء مع «الراي»، أن الإدارة ترسل نحو 1000 عينة يومياً الى الفحص، ونتائج فحص المواد الغذائية تتراوح بين 3 الى 5 أيام، والأولوية للمنتجات سريعة التلف، لافتاً الى أن فحص الأغذية بات يستند الى معايير علمية، وقد طورت الإدارة العديد من الاختبارات والأدوات، للوقوف على سلامة إنتاج الأغذية.
وفي ما يلي نص اللقاء:
• ماهي أهمية الاحتفال باليوم العالمي لسلامة الأغذية؟
– إن إنتاج واستهلاك أغذية سليمة سيكون لهما فوائد فورية وطويلة الأجل للمجتمعات واقتصاديات الدول، ولذا يأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار «غذاء آمن اليوم لغد مفعم بالصحة».
وتحتفل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية بهذا اليوم، الذي يوافق 7 يونيو سنوياً.
• سلامة الأغذية مسألة تهم الجميع، فما هي أبرز الإجراءات للحفاظ على سلامة الأغذية؟
– نعم، الغذاء السليم ضروري، وفي هذا الصدد، دعني أشير الى أن منظمة الصحة العالمية، تقدر أن أكثر من 600 مليون شخص، يتعرضون للأمراض، ونحو 420 ألفاً يتوفون سنوياً، بسبب تناول الأطعمة الملوثة بالبكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو السموم أو المواد الكيميائية.
• لكن كيف السبيل للحفاظ على سلامة الأغذية؟
– تتطلب سلامة الأغذية نهجاً شاملاً، وهذا ما تعمل عليه الهيئة العامة للغذاء والتغذية، حيث سلامة الأغذية باتت اليوم تستند الى معايير علمية، وطورت اختبارات وأدوات للوقوف على سلامة إنتاج الأغذية، ومعالجتها والتعامل معها، وتحضيرها أيضا بالطريقة الصحيحة.
• ماهو دور إدارة الأغذية المستوردة في الهيئة؟
– الإدارة تعد من أهم الإدارات على مستوى الدولة، نظراً للمسؤوليات المنوطة بها في حفظ سلامة وآمن البلاد الغذائي، فهي معنية بالرقابة على كل المواد الغذائية التي تدخل البلاد، عبر إجراءات منظمة وواضحة، وفقاً للائحة الأغذية المستوردة وقانون انشاء الهيئة، ولدى الإدارة 7 أقسام خارجية في المنافذ البرية والبحرية والجوية، يعمل بها مفتشو الإدارة بنظام النوبات على مدى 24 ساعة، لأن المسؤولية كبيرة، في ظل أن نحو 90 في المئة من المواد الغذائية مستوردة من الخارج، وهو يضاعف بدوره حجم المسؤولية.
• متى تعتبر الأغذية ضارة بصحة الإنسان؟
– هناك العديد من المسببات التي تجعل المواد الغذائية ضارة، اذا احتوت مواد سامة، أو تسبب الاذى للانسان، أو اذا كانت ملوثة بمواد مشعة، او تحتوي على ميكروبات او طفليات او مبيدات أو مواد كميائية أو مكونات على نحو قد يؤثر على صحة الانسان، او إذا احتوت مواد محظور استخدامها، وما الى غير ذلك من المسببات.
• ما الآلية التي تتبعها الإدارة للتأكد من سلامة الأغذية المستوردة؟
– هناك عدد من الاجراءات والخطوات، للتعامل مع الارساليات التي تصل البلاد عبر منظومة عمل الإدارة، تبدأ قبل أن تصل الارسالية مع تقديم المستندات الرسمية للإدارة والتي تتضمن شهادة صحية، وشهادة المنشأ، وفترة الصلاحية، وفاتورة محتوى الارسالية صادرة عن الشركة المصدرة في بلد المنشأ أو البلد المصدر، وشهادة الذبح الحلال لمنتجات اللحوم، أو التي أحد مكوناتها لحوم، وشهادة المواصفات وغيرها من المتطلبات التي تحكمها لائحة عمل الإدارة.
• متى يبدأ الافراج عن الشحنة؟
– الافراج المبدئي بعد مطابقة ما هو وراد من منتجات وانواعها مع ما هو ثابت بالمستندات، لتنتقل الارسالية الى محطة التفتيش، للوقوف على مدى مطابقة وسيلة النقل للاشتراطات، ومعاينة المظهر الخارجي للمنتج ومطابقة المواصفات لما هو وراد بالمستندات، ثم الانتقال الى مرحلة أخرى من مراحل الرقابة، ولا تزال الشحنة في منطقة التفتيش في الجمرك.
• ما طبيعة هذه المرحلة الجديدة؟
– مرحلة سحب العينات وارسالها الى الفحص المختبري، وهناك ربط إلكتروني بين ادارة الأغذية المستوردة والإدارة العامة للجمارك والمختبرات، والانتظار لحين ظهور نتيجة الفحص التي تشمل فحوصات ميكربولوجية وكيميائية، وفحوصات مطابقة المواصفات مع المواصفات المطلوبة وغيرها من الفحوصات التي قد نكون بحاجة اليها.
• كم تستغرق نتيجة الفحص؟
– تتراوح بين 3 الى 5 أيام، مع مراعاة أن الاولوية تعطى للمنتجات سريعة التلف، حيث هناك حجم كبير من العمل، وترسل الإدارة للمختبرات نحو 1000 عينة يومياً للفحص، ودعني أشير الى أن النتائج ستكون أسرع مع تشغيل المختبر الرئيسي للهيئة قريبا.
• ما معايير سلامة الغذاء؟
– ان تكون صالحة للاستهلاك الأدمي بعد معاينة نتائج الفحص ظاهريا ومختبريا، ومطابقة للمواصفات قبل دخولها للسوق. وهنا قد يطول الشرح وقد لا يتسع المجال لتفصيل ذلك، لكن من ضمن المواصفات وجود شهادة الذبح الحلال للمنتجات ذات المصدر الحيواني، وفي هذا الصدد أود الاشارة الى ان بعض المنتجات قد تكون صالحة للاستهلاك الادمي لغير المسلمين، لكن غير صالح لنا كمسلمين، وفقا للاشتراطات الخاصة بالمنتجات الحلال، واننا بدولة الكويت لا نسمح بدخول المنتجات غير المباحة شرعا.
• ماذا عن طبيعة عينات الفحص للمنتجات الواردة للبلاد؟
– تؤخذ عينات الفحص من المنتجات الغذائية بطريقة عشوائية، لكن بعض المنتجات وفقا لتوصيات اللجنة العليا لسلامة الغذاء نتشدد بالرقابة عليها، وهذه الرقابة تستمر الى حين زوال السبب.
فعلى سبيل المثال كان هناك تشديد رقابة على المنتجات الزراعية من دولة معينة لمدة اكثر من عام، حتى تم الالتزام بمعايير ومتطلبات دولة الكويت.
• هل تستغرق إجراءات الافراج عن الارساليات وقتاً كبيراً؟
– الاجراءات تسير بسلاسة مع تسهيل لاجراءات الافراج الجمركي، وفقا لاتفاقية التجارة العالمية WTO.
• إذا ثبت عدم صلاحية مواد الشحنة للاستهلاك الآدمي، ما الاجراء في هذه الحالة؟
– يجوز لصاحب الشأن ان يطلب اعادة فحص العينة المتحفظ عليها، وذلك في مختبرات الهيئة خلال أسبوعين من تاريخ نتيجة الفحص، شريطة ألا يكون قد تصرف في أي جزء منها.
• في الختام… ماذا لو اختلفت نتيجة الفحص الأول عن الثاني؟
– في حالة اختلاف النتيجة، تقوم الهيئة بإعادة الفحص لمرة أخيرة، للتأكد من سلامة تلك المواد الغذائية، وفي حال تم تأكيد عدم صلاحيتها، يتم تخيير المورد إما الاتلاف واما إعادة تصدير الشحنة لبلد المنشأ، وكل ذلك تحت اشراف الجهاز الرقابي في الإدارة.
شهادة الذبح الحلال
قال الرشيدي إن شهادة الذبح الحلال للمنتجات الحيوانية، أو التي تكون أحد مكوناتها حيوانية، هي وثيقة تصدرها الهيئة الإسلامية المختصة، التي تكون معتمدة من دولة الكويت في بلد المنشأ أو من دول مجلس التعاون الخليجي، وأن تكون مستنداً ورقياً أو نسخة إلكترونية يمكن التحقق منها.
معايير المنظمات الدولية
كشف الرشيدي أن المعايير التي تطبقها الهيئة تتطابق ومعايير المنظمات الدولية المعنية بسلامة الغذاء، ومنها على سبيل المثال الايزو، وهي المنظمة الدولية للمعايير، الكودكس، وهي هيئة الدستور الغذائي التابعة لمنظمة الأغذية والزارعة FAO، ومنظمة الصحة العالمية، وهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية GSO، وهي هيئة خليجية إقليمية تضم في عضويتها الأجهزة الوطنية للمواصفات.
5 معايير للغذاء غير الصالح للاستهلاك
أوضح الرشيدي أن المواد الغذائية تعتبر غير صالحة في حالات أبرزها:
1 – تغير خواصها الطبيعية، من اللون والطعم والمظهر او الرائحة.
2 – تغير تركيبها وثبوته عبر الكشف الظاهري أوالتحليل الكيميائي أوالميكربيولوجي او الاشعاعي.
3 – انتهاء مدة صلاحياتها.
4 – عند تحضيرها أو إعدادها أو حفظها في ظروف غير صحية.
5 – إذا احتوت شوائب أو مواد غريبة.
5 حالات للغذاء المغشوش
بيّن الرشيدي أن الغذاء يعتبر مغشوشاً في حالات عدة، أبرزها:
1 – إذا كانت المادة غير مطابقة للمواصفات القياسية المعتمدة.
2 – اذا لم تطابق البيانات الايضاحية محتوياته الفعلية.
3 – ان خلطت المادة الغذائية أو مزجت بمادة أخرى تغير من طبيعتها أو جودتها.
4 – اذا احتوت على مضاف غذائي مسموح به، ولكن غير مجاز استعماله في تلك المادة الغذائية.
5 – اذا أدخل تعديل على مدة الصلاحية، بقصد إخفاء فسادها وتلفها.
