مكافآت «الصفوف الأمامية»… على دفعات
بمجرد أن اعتمد مجلس الوزراء الأسبوع الماضي مشروع قانون ربط ميزانية الوزارات والإدارات الحكومية للسنة المالية 2021/2020 بفتح اعتماد إضافي يبلغ 600 مليون دينار بميزانية وزارة المالية، يخصص لتغطية تكلفة مكافأة الصفوف الأمامية من المكلفين بالعمل لمواجهة انتشار فيروس كورونا، تنامت التكهنات حول موعد إيداع المبالغ في حسابات مستحقيها.
وبالطبع، توالدت الإشاعة تلو الأخرى لتفيد آخرها بأن إيداع المكافأة في حسابات مستحقيها من كوادر وزارة الصحة والعسكريين خلال 48 ساعة.
وبعيداً عن تمنية النفس بصرف مستحقات الصفوف الأمامية مبكراً، يؤشر الواقع المالي والمعلومات التي حصلت عليها «الراي» بخلاف ذلك تماماً، ليكون السؤال مع ذلك مشروعاً، متى ستودع المبالغ في حسابات مستحقيها؟
وفي هذا الخصوص، توقعت مصادر مقربة لـ«الراي» أن يستغرق البدء في عملية إيداع مستحقات الصفوف الإمامة نحو شهرين على أحسن تقدير، مرجحة أن تكون البداية نهاية الشهر المقبل أو بداية أغسطس.
وبينت أن العد العكسي لبدء الصرف يتوقف على اعتماد الجهات الرئيسية لكشوف أسمائها النهائية، من قِبل ديوان الخدمة المدنية، وفي مقدمتها وزارة الصحة.
معدلات السيولة
ولعل المستجد الأبرز بهذا الشأن، أنه بخلاف التوقع السائد، بصرف المستحقات «طلقة واحدة»، عُلِم أن «المالية» تدرس إمكانية تجزئة الجهات، بحيث لا يتم تحويل جميع المبالغ في توقيت واحد، على أن يُراعى في ذلك أولوية كل جهة وقيمة استحقاقاتها.
وكذلك تدرس الوزارة تجزئة مستحقات أصحاب الفئات العليا من داخل الجهة نفسها على أكثر من دفعة، انسجاماً مع ضعف معدلات السيولة المتوافرة في الخزينة العامة، والتي لا يمكن وفق مستوياتها الحالية صرف كامل الاعتماد الإضافي المقرر لجميع الجهات في وقت واحد، مفيدة بأنه ستتم إعادة ترتيب سلم الاستحقاقات الحكومية وعمل مواءمة مالية لصرف هذه المكافأة على مراحل، بما يعطيها أولوية صرف.
وببساطة وبعيداً عن التعقيد، لو كان استحقاق أحد الأطباء 20 ألف دينار، وهذا وارد بحكم ارتباط تقدير المكافأة براتب المستحق، فسيتم إيداع جزء من المبلغ (لم تحدد قيمته حتى الآن) كدفعة أولى، على أن يودع الجزء المتبقي على دفعة ثانية أو دفعتين حسب القيمة، وستكون الفترة بين الدفعة والثانية نحو شهر على أكثر تقدير كما هو مخطط.
كشوف معتمدة
وبشيء من تفاصيل الأرقام، عُلِم أن هناك 16 جهة من أصل 30 كشوفها معتمدة بشكل نهائي، وتربو قيمة مستحقاتها قليلاً على مليون دينار، وذلك من إجمالي المبالغ المرجح انخفاضها بعد اعتماد الكشوف النهائية لنحو 550 مليوناً نزولاً من 600 مليون، وهو مبلغ الاعتماد من مجلس الوزراء، وذلك بعد أن قرر مجلس الوزراء استبعاد مكافأة قيادات الجهات المستحقة باستثناء قيادات «الصحة» و«الداخلية»، والتي تشير تقديرات رسمية أنها تقارب 50 مليون دينار.
وأشارت المصادر إلى أن هناك مستحقات لنحو 20 جهة تقارب 3 ملايين دينار، فيما تستحوذ وزارتا الصحة والداخلية على نحو 400 مليون دينار، ويتوقع أن تبلغ حصة وزارة الدفاع وكذلك «الحرس» و«الاطفاء» نحو 100 مليون دينار، وهنا يبرز التحدي مالياً.
توجهات الصرف
ومحاسبياً، تعني هذه الحسبة أن فاتورة الجهات الـ5 تبلغ نحو 90 في المئة من إجمالي المبالغ المستحقة، فيما تصل قيمة مستحقات نحو 25 جهة 50 مليون دينار.
وعودة على بدء، في ما يتعلق بترجيحات توقيت مكافأة الصفوف الأمامية، أفادت المصادر بأن «المالية» تنتظر الكشوف النهائية المعتمدة لـ«الصحة» لتبدأ الصرف.
واشارت المصادر، إلى أن التوجهات حتى الآن تفيد برغبة الوزارة بأن تكون بداية الصرف بـ«الصحة»، رغم أن مكافأة بعض الجهات تقدر بالآلاف لكل منها ويسهل صرفها، لكن من غير المقبول أدبياً أن يبدأ الصرف بغير الجيش الأبيض، لما بذله من جهود معلومة للجميع في مكافحة انتشار فيروس كورونا.
ومن ثم سيكون تاريخ بدء الصرف برسم انتهاء «الصحة» من إعداد كشوف مستحقيها، والتي يرتقب أن تأخذ بعض الوقت في اعتمادها، فيما يخطط أن يسير الصرف للجهات بعد الانطلاقة بالتتابع، وذلك وفقاً لترتيب يرتكز على نوعية وأولوية عمل كل جهة في الأزمة.
لو اعتمدت «الصحة» كشوفها قريباً
هل يُصرف لمستحقيها أول يوليو؟
لعل السؤال المشروع في هذا الخصوص يتعلق بإمكانية بدء صرف مكافآت الصفوف الأمامية أول يوليو بافتراض نجاح «الصحة» في اعتماد كشوفها خلال الأسبوعين المقبلين؟
إلى ذلك، قللت المصادر من هذه الاحتمالية، ولفتت إلى أن اعتباراً ثانياً يضغط على «المالية»، ويضعف قدرتها على البدء في صرف مكافآت الصفوف الأمامية بداية الشهر المقبل، وهو أن عيد الأضحى فلكياً يصادف يوم 20 يوليو المقبل، وهذا يعني لدى «المالية» كما درجت العادة، العمل على إيداع رواتب يوليو قبل هذا الموعد بوقت كافٍ.
ومن ثم ستكون «المالية» مطالبة بتحريك سيولة راتبين في وقت قريب، ما يشكل على مدير السيولة الحكومية ضغطاً إضافياً، لا سيما وهو لا يزال يواجه تحديات نفاد السيولة رغم ارتفاع أسعار النفط التي هدّأت الضغوط ولم تتفاداها، ما يزكي أكثر احتمالية أن يكون البدء في صرف مكافآت الصفوف الأولى في أغسطس وليس بيوليو.