لتحيا عزيزاً! – بقلم : فاطمة المزيعل
يقال «الاحترام ليس مجرد حلية، بل حارس للفضيلة»، فحين نقوم نحن باحترام الآخرين من حولنا، فهذا لا يدل على ضعفنا أو خوفنا، لكنه يدل على مصداقيتنا وتقديرنا وحبنا، وعلى مكانتهم الكبيرة في قلوبنا، والأرقى من هذا كله، هو حين يكون هذا الاحترام متبادلا بين الآخرين وبيننا.
فوجوده بين الناس له الكثير من الآثار الطيبة، كونه يعتبر من الصفات الإيجابية، والتي عادة ما تتصف بها الشخصية الإنسانية.
بخلاف ان أجواء الاحترام السائدة، دائما ما تعكس لنا نتيجة احترامنا لأنفسنا وذواتنا، بعيدا عن الخلق الرديء، وبعيدا عن الوقاحة والسوء والسلوك المشين.
لذلك قيل أيضا: إن الافتقار إلى احترام وتقدير الذات، يؤثر على كل مناحي الحياة في الفرد.
كما أن الاحترام غير مخصص لطبقة معينة من الناس، بل على العكس تماما، فهو يشمل جميع طبقات المجتمع، صغارا كانوا أو كبارا، فيعتبر هو خلق عظيم، خلق يجمعنا لا يفرقنا.
فحاول أن تضع احتياجات ورغبات الآخرين في اعتبارك، عند محاولتك بناء سمعة ذاتية لنفسك، لتريهم كم انت شخص ناضج، متفهم، محترم في حياتك.
فالاحترام قيمة إنسانية عامة، أولتها البشرية عناية واهتمام، لكن الإسلام أعطاها مكانة كبيرة جدا، مكانة جعلتها تمتد لتشمل الكثير من العلاقات الاجتماعية.
وإن كان المسلم مأمورا باحترام المسلم، فإنه أيضا مأمور باحترام غير المسلم، ولنا في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير قدوة، حين كتب إلى هرقل قائلا، بعد بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، لم يشتمه، لم يحتقره، لم يستصغره، ولم يدعه بما يسيء إليه ليجرحه، بل أنزله المكانة التي هو فيها.
كما لا ننسى أيضا أن المجتمع الذي تسوده أجواء الاحترام المتبادلة، هو مجتمع راق ورفيع، مجتمع يتحلى بالتقدم والخلق الرفيع.
ولذلك شمل إسلامنا الاحترام في صور كثيرة ومتعددة، منها، احترام الذات، واحترام الوالدين، واحترام الأقارب والأصدقاء، واحترام المجتمع وقيمه، واحترام العلماء، واحترام غير المسلمين بحفظ كراماتهم وآدميتهم.
أما النقطة الأهم، فهي أن احترامنا وتقديرنا للآخرين، مهما كانت مكانتهم بالنسبة إلينا، لا يعني أبدا أن نضطر للسماح لهم بالتعدي والتمادي علينا، والتدخل في ابسط حق من حقوقنا.
لكنه يعني أننا بحاجة للاستماع لهم، ومعاملتهم بنفس الكيفية التي نرغب بأن يعاملوننا بها فقط لا غير.