طائرات مسيرة لملاحقة صرخات البشر.. ما فائدتها؟
ماذا لو حُصرت تحت كومة من الأنقاض بعد كارثة طبيعية ولم يتمكن المسعفون من تحديد موقعك؟ هذا المفهوم هو محور تركيز المهندسين في جمعية “فراونهوفر”؛ وهي مؤسسة بحثية ألمانية.
طوّر باحثو المؤسسة الألمانية نموذجاً أولياً لطائرة بدون طيار مصممة للعثور على الأشخاص من خلال اكتشاف الصراخ البشري والاستماع إلى علامات الضيق الأخرى.
ماكارينا فاريلا، إحدى المهندسين الرئيسيين في البحث، قالت في حديث نشره موقع صحيفة “واشنطن بوست”، الجمعة: “إن الطائرة ستكون مثالية لسيناريوهات ما بعد الكارثة؛ مثل الزلازل والأعاصير وحرائق الغابات، يمكنها التحليق فوق منطقة يصعب على أطقم الإنقاذ الوصول إليها وتحديد الأماكن التي قد يكون الناس فيها محاصرين”.
وأضافت: “يمكن للطائرات بدون طيار أن تغطي مساحة أكبر في فترة زمنية أقصر من عمال الإنقاذ أو الكلاب المدربة على الأرض”.
يواجه تحديد الأشخاص باستخدام الصوت من الجو عدداً من التحديات؛ إذ يحتاج الجهاز السمعي “للطائرة” إلى فك الشيفرة بين صرخات الإنسان والأصوات التي تحدث غالباً في الطبيعة، مثل أصوات الحيوانات والرياح.
قد يحتاج أيضاً إلى التعرّف على أنماط أخرى يستخدمها البشر طلباً للمساعدة مثل الركل أو الصفير أو التصفيق.
ولهذا قام العلماء بتسجيل أنفسهم وهم يصرخون وينقرون ويحدثون ضوضاء أخرى قد تكون علامة على وجود أشخاص في ورطة.
ثم شرعوا بتحليل كل تردد صوتي للعثور على “التوقيعات” المشتركة، ومن ثم استخدموها لتدريب برامج الذكاء الاصطناعي.
توضح فاريلا: “إن الفريق عمل أيضاً على تصفية الضوضاء الناتجة عن دوارات الطائرات بدون طيار والأصوات البيئية الأخرى”.
وضع الفريق مجموعة من الميكروفونات تحت الطائرة واستخدموا تقنيات معالجة الإشارات التي مكنتهم من تتبع مصدر الضوضاء البشرية.
كما أجرى الباحثون تجارب ميدانية عديدة، وكان معظمها ناجحاً، ووجدوا أن الطائرة بدون طيار يمكنها تقدير موقع الضحية في غضون ثوانٍ قليلة من التقاط الصوت.