تصاعد العنف بين التربية وهيبة القانون – بقلم : مبارك الحربي
العنف من الظواهر القديمة الجديدة لكنها في كويتنا الحبيبة آخذة بالازدياد، فقبل سنوات لم تكن هذه الظاهرة منتشرة على نطاق واسع كما نشهده اليوم، حيث غدت بعض شوارعنا وللاسف أشبه بحلبة تعارك واشتباك نتيجة العنف وتداخلاته، وكذلك المدارس والكليات والمجمعات التجارية والمقاهي والمطاعم والشواطئ وممرات المشي في المناطق والضواحي والمرافق العامة وسواها.
والعنف تعريفا: هو تعبير عن القوة الجسدية التي تصدر ضد النفس أو ضد أي شخص آخر بصورة متعمدة بقصد إيقاع الأذى، أو إرغام الفرد على إتيان هذا الفعل نتيجة لشعوره بالألم بسبب ما تعرض له من أذى، ولا يقتصر العنف على الأذى البدني بل على حياتنا اليومية بشكل عام، ولذلك فهو سلوك مؤذ للآخرين سواء كان لفظيا أوجسديا أو نفسيا، وتنعكس آثاره السلبية على الفرد والمجتمع.
ولابد من تكاتف الجهود من جميع الجهات والمؤسسات في الكويت لوأد تلك الظاهرة والتخفيف منها، فاستفحال العنف يضعضع المجتمع ويعود عليه بالأذى والضرر، حتى كبار السن لم يسلموا من تبعاته نتيجة عدم احترام المعنف لكبر لسنهم. وللأسف انتقل العنف إلى طلبة المدارس والاجيال الناشئة ولم يعد بمقدورنا ضبط ما يحدث من فوضى واعتداء وضرب، غير آبهين بالنتائج وما يتمخض عن ذلك. وهنا تبرز قوة القانون وهيبة الجهات المسؤولة في ردع من تسول له نفسه خرق القانون وتعنيف الأبرياء.
ما يحدث اليوم ليس موضة أو صرعة عصرية يتباهى بها الشباب بل سلوك خاطئ ولابد من وقف استشرائه، بالعودة لقيمنا وعاداتنا وثقافة الآباء والاجداد والتحلي بالآداب العامة والسلوكيات التي تربينا عليها درءا لانتشار ذلك الوباء وتبعاته، وبالوازع الديني والأخلاقي كنقطة أسياسية لحماية الجيل من هذه الظاهرة السلبية، كما يمكن التقليل من استفحال العنف بوعي وتكاتف المجتمع وتبني تطبيق القانون ومواجهة العنف بكل أشكاله وأنواعه، كظاهرة مجتمعية بدأت تنتشر في الكويت والعالم، ولا يقتصر ذلك على فئة عمرية معينة، وبنوع الأذى النفسي والجسدي والجنسي واللفظي الذي يلحق بالمعتدى عليه.
فكم من روح أزهقت بسبب «اشفيك اتخز» ليبدأ بعدها الشجار بملاسنة كلامية مرورا بالتشابك بالأيدي والاسلحة احيانا مما يؤدي الى ازهاق ارواح لا ذنب لها.
وللحد من ازدياد العنف وانتشاره، لابد من التربية الأسرية الصحيحة المرتكزة على مبدأ الإخاء والتسامح واحترام جميع الفئات والجنسيات المتعايشة في وطننا الغالي، ونبذ كل أشكال التفرقة والعنصرية وترسيخ المبادئ والالتزام بالحق والواجب وضبط السلوك ونبذ الممارسات العنيفة، وتثقيف الوالدين وتعليم الشباب تحمل المسؤولية والابتعاد عن المخدرات وسواها والالتزام بمبادئ الدين الحنيف.
حفظ الله بلدنا أميرا وشعبا وأدام عليه نعمة الأمن والأمان.