في ظل الأوبئة والأمراض المنتشرة في العالم تظل مواجهة مرضى الربو في الكويت هي المواجهة الأصعب والأكثر تعقيدا، ليس لأن مرض الربو يصعب التعامل معه، أو لقلة الأجهزة العلاجية أوعدم توافر الأدوية، بل إن ما يعجل الأمر بهذا التعقيد أنه رغم توافر كل المواد العلاجية لدى وزارة الصحة إلا أن المساعي الوطنية لمكافحة التصحر لا تبدو على قدر من الجدية والمسؤولية الكفيلة بحماية المواطنين وصحتهم، وأنه منذ حرب الخليج 1990 والتي نشأ عنها حرق آبار النفط الكويتية، ومعاناة المواطنين جراء التلوث من الأمراض الصدرية كالربو وأمراض السرطان والالتهاب الرئوي المزمن الناشئ عن استنشاق المواد الضارة والمحترقة آنذاك، والتي يعاني من آثارها حتى يومنا هذا، الأمر الذي يؤكد أن البيئة الكويتية بحاجة إلى تدخل علاجي منهجي حكومي عن طريق مرافقها العامة وذلك عبر عمل خطة إستراتيجية لمواجهة التصحر والمناخ كأصل والتلوث البيئي الناتج عن حرب الخليج واستمراره بآثاره القاتلة حتى يومنا هذا كخطة استثنائية لعلاج بيئة الكويت.
وان ما حدث الأسبوع الماضي من موجة رملية صفعت هواء الكويت لمدة 7 أيام متتالية دون انقطاع حتما أثرت على صحة المواطنين جميعا وخصوصا مرضى الربو الذين لم يتمكنوا من الاستشفاء بعلاجاتهم التي يأخذونها في اليوم الواحد لاستمرار الغبار لسبعة أيام متتالية، الأمر الذي أدى إلى انتكاس حالاتهم الصحية وظهور موجة من الإحباط العام على حال الكويت التي بقيت دون مواجهة التصحر.
إن الكويت بما تملكه من إمكانيات تقنية وفنية ومالية بإمكانها مواجهة هذا التصحر بأفضل الخطط والوسائل الممكنة وعمل خطة للتشجير وتنقية المياه القادمة من البحر.. وتضافر جهود الحكومية لإعادة تأهيل المناطق المتصحرة وإعادة اكتساب التوازن البيئي وإعادة الحياة إلى الأراضي الزراعية والتشجير، وان كل ذلك لا يكافح التصحر فحسب بل يحافظ على صحة المواطن البسيط الذي لا يملك سوى الاعتصام بحبل وطنه والإيمان بقدرته على حمايته وتأمين حياته.
ختاما: دور كل مواطن الاجتهاد في زراعة الأماكن التي يسمح له بزراعتها ولو كانت في تلة صغيرة دون الاعتداء على أراضي الدولة والحفاظ على أرض الكويت.
