الكويت – النخبة:
قصة نجاح كويتية جديدة في قطاع الإنترنت والسوشيال ميديا، حيث أعلنت شركة بوبيان للبتروكيماويات انها استثمرت في مجموعة بوتيكات الشهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي بمبلغ 13.5 مليون دينار أو بنحو 45 مليون دولار.
وتأسست «بوتيكات» في العام 2015 على يد مجموعة من الشباب الكويتي يتقدمهم النجم في السوشيال ميديا عبدالوهاب العيسى، وتركز أعمالها في بيع منتجات التجميل وتسويقها عن طريق مشاهير السوشيال ميديا او الفاشينستاز.
استثمار متاح للبيع
وقالت شركة بوبيان في بيان إلى البورصة إن الاستثمار تم ادراجه ضمن الاستثمارات المتاحة للبيع، ما يعني أنه اقل من 20% في ملكية المجموعة.
وعلمت «الأنباء» ان التقييم الأولي للمجموعة تراوح بين 75 و90 مليون دينار او بين 250 و300 مليون دولار، وهو ما أكده أكثر من مصدر مطلع على الصفقة.
وتعد مجموعة بوتيكات وهي شركة ذات مسؤولية محدودة مملوكة لعائلة الشايجي بنسبة 70%، وحصة لعبدالوهاب العيسى بنسبة 30%.
ويروي العيسى لـ«الأنباء» بدايات الفكرة التي يؤكد أنها «كويتية» ولم تكن كغيرها من الأفكار المستوردة من الخارج، وأن رؤيته بعد هذا الاستثمار الجديد أن يأخذ الشركة نحو العالمية، لتكون رائدة في مجالها.
لا يكشف العيسى عن النسبة التي اشترتها «بوبيان» في شركته، لكنه يؤكد أن الاستثمار جاء بعد رفع رأسمال الشركة وأنه سيدعم خطط الشركة التوسعية نحو الخليج والعالم لاحقا، وأن التقييم جاء على أساس الاستراتيجية المستقبلية لمجموعته.
كما يتحفظ عن ذكر تقييم شركته، لكنه يبتسم عندما نذكر له الأرقام أعلاه، ويقول ان الصفقة «هي الأضخم في قطاع الانترنت والسوشيال ميديا في الكويت».
صفقات ناجحة
قبل أعوام قليلة، عرضنا أيضا للأرقام الضخمة التي نفذت في هذا القطاع، وأهمها صفقة شركة طلبات لتوصيل الطعام التي استحوذت عليها شركة روكيت إنترنت في عام 2015 بصفقة مقابل 170 مليون دولار.
هذه الصفقة التي وقف خلفها شاب كويتي آخر هو محمد جعفر، وعبدت الطريق أمام قصص النجاح في الانترنت وسلطت الأضواء على فرص قوية للمستثمرين من الخارج.
ولاحقا جاءت صفقة شركة Trycarriage باستحواذ من شركة «ديليفيري هيرو» تقدر بنحو 200 مليون دولار، ويقف خلفها عبدالله المطوع.
ثروة البيانات
وتكمن الثروة في هذه المشاريع الانترنتية في قدرتها على جمع معلومات وبيانات هائلة عن المستهلكين وتحليلها في منصات خاصة تمكن من فهم سيكولوجية المستهلك واهتماماته ورغباته وقدراته الشرائية، ثم تساعدها هذه المعلومات المتراكمة والتاريخية على توقع حاجاته الاستهلاكية مستقبلا وضمان تكرار شرائه وإبقائه زبونا مدى الحياة، لذا تعتبر المعلومات عن كل زبون قيمة بحد ذاتها تدخل في تقييم أصول الشركة.
ويؤكد العيسى أن قاعدة المعلومات لدى الشركة هي أكبر أصولها، وأنه صحيح أن لدى الشركة أصول أخرى مهمة مثل مركبات توصيل البضائع والمخازن والبضائع نفسها، الا أنه يرى أن المعلومات الأصل الأهم الذي تم على أساسه تقييم الشركة.
ويضيف أن شركته تخصصت في أمر مختلف عما تقوم به شركات E-commerce التي تهتم عادة بموضة الأزياء والأحذية، لكن شركته تخصصت في بيع وتسويق منتجات الماكياج والتجميل ووضعتها ضمن مفهوم مبتكر يقضي بالشراكة مع مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لهذه المنتجات (وهم اصول الشركة ايضا).
تخزين البضائع
ويقوم نموذج أعمال «بوتيكات» على الاستفادة من هؤلاء المشاهير والمؤثرين Influencers ومتابعيهم الذين يقدرون بالملايين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ينشئ هؤلاء النجوم صفحة خاصة داخل تطبيق وموقع «بوتيكات» ليعرضوا من خلالها مختلف أدوات الماكياج والعطور من شتى الماركات العالمية أو المحلية.
ويمكن توقع حجم التسويق الهائل الذي يأتي للمنتج نفسه عندما يعرض على قاعدة جماهيرية مليونية، فوحده تطبيق «بوتيكات» يستحوذ على عدد متابعين يقارب 780 ألف متابع في انستغرام.
وتعمل شركة «بوتيكات» على شراء البضائع بالجملة من الوكلاء أو الشركات الأم ثم تخزينها في مخازن خاصة، على أن يتم توصيلها للزبون بعد طلبه من الموقع أو التطبيق الخاص بالشركة.
شركاء طويل الأجل
ويقول العيسى ان الإيردات في الشركة تأتي من مبيعات هذه المنتجات بشكل أساسي، حيث «نستفيد من فارق السعر بين الجملة والمفرق»، فالخبرة التاريخية والمعلومات المتراكمة لحجم مبيعات كل نجم سوشيال ميديا مشترك في «بوتيكات» مكنت الشركة من تقدير حجم البضائع المفترض أن تكون بمخازن الشركة، لذا فإن الشركة ليس لديها مخاطر عالية في تخزين البضائع.
وهنا، مرة أخرى، أهمية المعلومات المخزنة في الشركة حتى عن المروجين «نجوم السوشيال ميديا» وليس فقط المستهلكين وقدرتهم الشرائية.
وعند الحديث عن الحظ في الشركات الناشئة وانه يمكن أن تظهر «بوتيكات» أخرى طالما أن الإنترنت مفتوح للجميع، يجيب العيسى بأن «الأمر صعب جدا، لأننا بنينا نموذج أعمال قائم على الشراكة مع نجوم السوشيال ميديا، ولدينا شراكة طويلة المدى معهم، تزيد على 5 سنوات، ونحن نتجه الآن بعد الاستثمار الجديد الى فتح أبواب شراكة مع كثيرين خارج الكويت في الخليج، وأيضا في العالم».
