القلب يعتصره الألم على ما أصاب الرياضة الكويتية وما آلت إليه حالنا في مجال الرياضة بخاصة كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى في العالم أجمع.
تذكرت كيف كنا في الثمانينيات ونحن ندق أبواب كأس العالم والعلم الكويتي يرفرف عاليا خفاقا في إسبانيا، وتساءلت: لماذا حققنا هذه الإنجازات ونعجز عنها الآن؟ لقد تحققت إنجازاتنا الرياضية وارتفع علمنا في كأس العالم، لأن الرياضة كانت تلقى التشجيع من راعي الرياضة في الكويت الشهيد بإذن الله الشيخ فهد الأحمد، لقد حصدنا المراكز القيادية في الاتحادات العالمية بفضل الدعم اللامحدود من الدولة ومن الشيخ فهد الأحمد والجيل الذهبي من اللاعبين المخلصين الذين تفانوا إخلاصا من أجل الكويت ورفع اسمها عاليا خفاقا، أما الآن فإن الرياضة لا يوليها أحد اهتماما، قارنوا بين ما تنفق أي دولة خليجية على فريق كرة القدم وما ننفق نحن على هذه الرياضة، قارنوا بين ما يحصل عليه اللاعب في الكويت وأي دولة خليجية سترون الفرق كم هو شاسع، انظروا إلى منشآتنا الرياضية التي ترهلت وتجاوزها الزمن وباتت شاهدا على تدني حال الرياضة في الكويت.
كيف تريدون إنجازات وكؤوسا وأنتم لا تنفقون على الرياضة والرياضيين؟ كيف يتفرق اللاعبون وهم غير مؤمنين على مستقبلهم، أهكذا تنهض الرياضة؟!
الرياضة تنهض بميزانيات ضخمة وبرجال يحبون الكويت واستخدام الكفاءات من المدربين العالميين، الرياضة تنهض عندما تصفو النفوس ويعرف كل منا قدره ولا يتدخل فيما لا يعرفه ولا يفهم فيه، الرياضة تنهض عندما تنتشر المنشآت الرياضية والنوادي في كل بقاع الكويت وتصبح الرياضة أساسية في المدارس، إن أردتم إنجازات فلا تجعلوا أياديكم مغلولة إلى أعناقكم وابسطوها للرياضة والرياضيين، وانظروا كم أنفقت وتنفق دولة قطر على منشآتها الرياضية وكيف ستنظم كأس العالم، البخل والكؤوس والإنجازات لا تجتمع، هذه حقيقة يدركها كل رياضي ومحب للرياضة، وأتذكر شخصية كويتية تبرعت ببناء ستاد فخم في إحدى الدول الأفريقية ولم يتبرع بأي شيء في بلده الكويت، كلنا شاهد الهزيميتين اللتين مني بهما منتخبنا، الأولى أمام منتخب الأردن، وكم كان مستوانا هابطا بلا خطة لعب، ثم كانت هزيمتنا مع المنتخب البحريني بلا خطة تذكر ولم نصل إلى مرمى البحرين، أهذا هو منتخب الكويت؟!
أتمنى أن يقدم اتحاد الكرة استقالته إكراما للشعب الكويتي الذي ملّ الهزائم وأن يستقيل مدرب المنتخب ويأتي اتحاد آخر ويجلب للمنتخب مدربا عالميا لينهض بالمنتخب الكويتي، فاسعوا جاهدين لتغيير الصورة السيئة للمنتخب الكويتي وزودوه بلاعبين قادرين على الدفاع عن سمعة منتخب الكويت البلد المعطاء، ابحثوا عمن يحسن تمثيلها ومن يؤمن ويلعب من أجلها لا من أجل المال والشهرة، وأنفقوا يا حكومة على المنتخب والأندية تأت بإذن الله الانتصارات إذا صحت النوايا وأحسنوا الاختيار، لقد قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ***
ولكن لا حياة لمن تنادي
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، ونسأل الله أن تنقشع هذه الغمة ويذهب هذا البلاء والوباء عن جميع دول العالم وترجع الحياة أفضل مما كانت.. اللهم آمين.
