د. محمد صاحب سلطان يكتب.. بين القامع والقانع !!!
عمود (نقطة ضوء) د. محمد صاحب سلطان بين القامع والقانع !!! لا أريد الخوض والتوسع في الحديث عن المشاهد الصادمة للعقل والتفكير المنطقي،ومحاولة إلغائها عبر صور التأثير التي يصنعها الإعلام المتنافس في الشارع العربي ولا سيما العراقي ،المثخن بالمشاكل والأزمات السياسية والأقتصادية والإجتماعية،وإختصار صور الوطن ومصالح شعبه،بصورة العشيرة ومصالح بعض أبنائها،بعد أن تغيرت قواعد اللعبة وأحتراق أوراق التحشيد الطائفي والمناطقي وإنكشاف حقيقة المروجين والداعين لها،فتحولت أدواتهم الإعلامية الى التركيز على النفوذ المجتمعي عبر شخوص تأثير الوجاهة العشائرية،وهذا ما نبهني اليه تعليق أحد الأصدقاء على ما كتبت في عمودي السابق-حتى وإن كان هؤلاء لا يمتلكون أدنى مقومات التأهيل لإحتلال مفاصل القيادة المجتمعية والتصدي لمواقع المسؤولية التنفيذية والتشريعية فيها،وما نراه اليوم في العراق من حمى التنافس إستعداداً للإنتخابات البرلمانية القادمة،وكأننا في سوق الهرج والمرج،الكل ينادي على بضاعته بطريقة يعتقد بجاذبيتها للزبائن،عبر زيارات ولقاءات وتجمعات وتوزيع رشى أشبه بصدقات طريق على شحاذين!،متصورين إنهم يستطيعون أن يقزموا الفعل الشعبي لكي يصبح طوع أيديهم،متناسين إنه لا يمكن إنجاز شئ عظيم برجال صغار! سلاحهم الدعاية الرخيصة والإعلام المضلل ..مما يتطلب الإنتباه وأخذ العبرة مما جرى لنا على مدار السنوات الماضية،بأن لا نعتمد كشعب على ما يعده لنا الآخرون من تقييم للأمور،بل نعتمد على ما تراه العين من وقائع لا على ما تسمعه الأذن من كلام مغشوش وإن كان معسولاً تبرقه إلينا وسائل إعلام بيد سلطة مال وجاه لا تفكر الإ بمصالحها الضيقة من دون تفكير بمصالح المجموع،الذي يفترض أن تتولى رعايته والسهر على متطلباته،،والسؤال الآن:هل سيأتي الوقت الذي تتعلم فيه النخب المجتمعية،من إن الإعلام القامع-إن جاز التعبير-لا تقتصر خطورته على الترويج الرخيص لهذه الفكرة أو تلك، بل في إستحلال إثارة غرائز الناس-كي تبقى قانعة- لإهداف فئة معينة،،مما يتطلب إلزام الإعلاميين بالبحث عن وسائل جديدة تحفظ لهم حق نشر قيمهم وتأمين مصالحهم من دون المساس بقيم الناس وما يترتب عليها من أَذى نفسي وسلوكي،أي إحترام عقلية المتلقي وتوجهاته،كي تكون العلاقة سليمة فيما بينهما،لأن فقر التفكير يولد العجز والشلل،وهذا ما نأمله !